هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى كوول على طول


2 مشترك

    معركة مؤتة

    rogue sarah
    rogue sarah


    عدد المساهمات : 1054
    السٌّمعَة : 35
    تاريخ التسجيل : 20/08/2009
    العمر : 28
    الموقع : 10th of Ramadan City, Egypt

    معركة مؤتة Empty معركة مؤتة

    مُساهمة  rogue sarah الجمعة أغسطس 06, 2010 7:48 am

    للشيخ / سامح قنديل

    كان لعمرة القضاء وأحداث الحديبية قبلها أثرها الخطير في مكة نفسها ، فإن أهلها رأوا من تضامن المسلمين وتعاونهم وتعاطفهم ، وحسن نظامهم والتفاهم بينهم واقتدائهم بنبيهم ، ما جعلهم يدركون أن مثل هذه الجماعة لا يمكن الوقوف في وجهها ، وليس من أمل في التغلب عليها ، حتى لقد كانت عمرة القضاء قضاءاً تاما على روح العناد والمقاومة في قريش ، وأدرك عقلاؤها أن من الخير الانضمام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتمثل ذلك في إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة حارس الكعبة ، وبإسلام هؤلاء الثلاثة أسلم عدد كبير من أهل مكة ، وأصبحت مكة في حكم البلد الذي فتح أبوابه للدعوة الإسلامية ، ولم يبق إلا أن تفتح أبوابها وتسلم القيادة للمسلمين ، ومن ثم يمكن اعتبار فتح مكة قد تم للمسلمين من يوم عمرة القضاء لأن هذه العمرة أثرت على معنويات قريش أعظم التأثير .

    إن عمرة القضاء فتحت قلوب قريش ، وغزوة الفتح فتحت أبوابها ! ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة القضاء رجع إلى المدينة وأقام بها ذا الحجة والمحرم وصفراً وشهرى ربيع . وفي جمادى الأولى بعث جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل إلى الشام، فقد كان لا بد من إخضاع الدويلات العربية النصرانية الموالية للروم ، وبالتالي سبق الروم إلى التحرك في المنطقة قبل تفكيرهم في القيام بعمل ضد الدولة الإسلامية الفتية، ولم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذا الجيش، ولا تسمى المعركة غزوة إلا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا لم يخرج سميت سرية ، ولكن أغلب أصحاب السير تجاوزوا وسموا سرية مؤتة غزوة ، لأنها كانت أعظم حرب خاضها المسلمون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة عدد المسلمين فيها ، ولما ترتب عليها من أهمية بالغة ، ولأنها كانت أول مواجهة مع الدولة الرومانية التي كانت تمثل أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض حينئذ .

    وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة على هذه السرية وقال : إن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر ، فعبد الله بن رواحة ، وودع المسلمون الجيش ، وانطلق إلى مشارف الشام إلا أن أخباره سبقته إلى الروم ، ولابد أن الانتصارات المتوالية التي حققها المسلمون سياسياً وعسكرياً قد أكسبت المسلمين سمعة جعلت الروم يخافون على هيبتهم بين الأمم فاستعدوا استعداداً لم يخطر ببال أحد !! وذلك أن سرية المسلمين ذات الثلاثة آلاف ، وصلت إلى معان لتجد في انتظارها مائة ألف من الروم، ومائة ألف أخرى من نصارى العرب التابعين للروم ديانة ، والخاضعين لهم سياسة ، فأقام المسلمون ليلتين يتشاورون في أمرهم ، هل يكتبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبرونه بخبر عددهم وما جمعه لهم ، فلعله يرسل إليهم المدد أو يأمرهم بأمره أم ماذا يفعلون ؟ وبينما هم على ذلك إذا بعبد الله بن رواحة يشجعهم قائلاً : يا قوم ! والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون ! ـ الشهادة ! ـ وما نقاتل الناس بعدد وقوة ولا كثرة . ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما الظهور وإما الشهادة ! فكأن كلمات ابن رواحة حسمت الموقف ، فاختفت مشاعر التردد ، واستقر الرأى على القتال ثقة في الله وتوكلاً عليه ، وانحاز زيد بالمسلمين إلى مؤتة جنوب الكرك فعسكروا هناك واستعدوا للقتال ، وبدأ ثلاثة آلاف يواجههون مائتي ألف في ميدان مكشوف.

    ملحمة لم يعرف التاريخ لها مثيلاً وبسالة ما عرف الخيال لمثلها سبيلا ، وأخذ الراية زيد ، فجعل يصول ويجول ، ملاقياً بصدره الرماح ، مقبلاً غير مدبراً ، حتى أدركته الشهادة ، ثم تلقفها جعفر بن أبي طالب فجعل يقاتل ببسالة منقطعة النظير ، حتى عقر فرسه الشقراء وقاتل بالراية فقطعت يمينه ، فأمسكها بشماله فقطعت ، فاحتضن الراية حتى جاءته الشهادة وهو يقول:

    ياحبذا الجنة واقترابهــا طيبة وباردا شرابها

    والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها

    على إذا لاقيتها ضرابها

    وصدق رضي الله عنه وكان في الثالثة والثلاثين من عمره ، وقد أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة ، ولما قتل جعفر حمل عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه ، وكأنه استحضر خطورة موقف الجيش فتردد يسيراً ثم لم يلبث أن عزم على ورود المنايا ونيل المنى جعل يرتجز:

    أقسمت يا نفس لتنزلنـــه طائعة أو لتكرهنــــه

    إن أجلب الناس وشدو الرنة مالى أراك تكرهين الجنة

    قد طالما قد كنت مطمئنـة هل أنت إلا نطفة في شنة

    وجعل يتذكر مقام صاحبيه ، ويمنى نفسه ورود مصيرهما الذي حققاه في ساحة الشرف:

    يا نفس إلا تقتلى تموتى هذا حمام الموت قد صليت

    وما تمنيت فقد أعطيت إن تفعلــى فعلهما هديت

    ثم لم يلبث أن لحق بهما في ركب الشهداء ، فأخذ الراية ثابت بن أرقم ؟ وقال : يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم ! قالوا : أنت . قال : ما أنا بفاعل . ثم اصطلح على خالد بن الوليد الذي أدرك خطورة الموقف . وشعر بالحاجة إلى مكيدة حربية ليخلص المسلمين من مأزقهم وينحاز بهم بأقل الخسائر الممكنة ، مع تجنب مطاردة الروم لهم . لأن موازين القوى ليست في صالح المسلمين .

    ونفذ خالد مكيدته الحربية فأعاد تنظيم جيشه في الليل وجعل الميسرة ميمنة ، والميمنة ميسرة ، والمؤخرة في المقدمة والمقدمة في المؤخرة ، ، فأصبح الأعداء أمام قوم مختلفين ورايات مختلفة فظنوا أن المسلمين جاءهم مدد ، فخافوهم ، وجعل خالد يقاتل بجيشه، ويتاخر بالمسلمين قليلاً قليلا مع استمرار المناوشات ، فظن الروم أن المسلمين يريدون أن يستدرجوهم إلى قلب الصحراء لمكيدة دبروها ، فانحازوا إلى بلادهم دون أن يفكروا في مطاردة المسلمين ، ونجحت خطة خالد في إحراز الجيش دون كبير خسارة ، إذ لم يقتل للمسلمين أكثر من ثلاثة عشر شهيداً ، بينما يدل وصف المعركة على كثرة قتلى الأعداء وأن المسلمين أثخنوهم قتلى وجراحا ، وإن لم يعرف عددهم تحديداً ، وتنتهى معركة مؤنة لتضيف صفحة جديدة من صفحات المجد ، ظهر فيها استبسال المسلمين في القتال وشجاعتهم النادرة ، وحرصهم على الشهادة ، وتجلت فيها عبقرية خالد العسكرية ، ذلك البطل الذي لم يمض على إسلامه شهوراً وها هو ذا يضع مكانته في خدمة دين الله.

    لقد انكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف وهو ثابت لم يتزعزع ، ويقف النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ينعى الشهداء قبل مجيء الرسول بالخير ، ويقول أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ قال : ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ، والمراد بالفتح الانسحاب المنظم الناجح ، الذي أحرز الجيش دون خسائر مع ما أوقعه المسلمون بالروم من خسائر رغم تفوقهم العددي ، ويبين النبي صلى الله عليه وسلم منزلة شهداء مؤتة عند الله بقوله : (ما يسرني أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا ! لما نالهم من عظيم التكريم).

    وإذا كان يوم مؤتة هو يوم خالد بن الوليد الذي عرف فيه بسيف الله فإن سرية ذات السلاسل التي خرجت بعد عودة جيش مؤتة بأيام كان فارسها وقائدها رفيق خالد بن الوليد في رحلة الإسلام ! إنه عمرو بن العاص ـ داهية العرب ـ الذي كان حديث الإسلام ، فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة من الصحابة إلى ذات السلاسل لتأديب قضاعة التي بدأت تتجمع للإغارة على المدينة , فلما بلغ عمراً أن جموع المشركين كثيرة طلب المدد ، فأمده النبي صلى الله عليه وسلم بمائتين على رأسهم أبو عبيدة وفيهم أبو بكر وعمر فأخذوا يطاردون القبائل الموالية للروم ، وتوغل الجيش في ديار قضاعة التي هربت وتفرقت ، ومع أن عمرا دوخ أولئك الأعراب وشتت شملهم إلا أنه لم يلقهم في معركة حاسمة .

    manoon
    manoon


    عدد المساهمات : 588
    السٌّمعَة : 24
    تاريخ التسجيل : 03/02/2010
    العمر : 26
    الموقع : www.saraahmed.yoo7.com

    معركة مؤتة Empty رد: معركة مؤتة

    مُساهمة  manoon الجمعة أغسطس 06, 2010 6:46 pm

    مواضيعك تحفة يا سارة يا قمرى
    rogue sarah
    rogue sarah


    عدد المساهمات : 1054
    السٌّمعَة : 35
    تاريخ التسجيل : 20/08/2009
    العمر : 28
    الموقع : 10th of Ramadan City, Egypt

    معركة مؤتة Empty رد: معركة مؤتة

    مُساهمة  rogue sarah الأحد أغسطس 08, 2010 2:13 pm

    مرسى ليكى بجد
    انتى الى مواضيعك جنان ادعولى ربنا يقومنى بالسلامة

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 7:42 pm